- "مؤتمر دبي للمعادن الثمينة" استقطب قرابة 300 خبير في القطاع ناقشوا العوامل والفرص التي تشكل ملامح سوق المعادن الثمينة
- تم خلاله الكشف عن نتائج "استبيان الفضة العالمي 2019" الذي يتناول بالتفصيل إحصائيات العرض والطلب ضمن القطاعات الرئيسية في سوق الفضة
- مؤتمر دبي السنوي للمعادن الثمينة ينطلق بمصادقة رسمية من وزارة الاقتصاد
عَقَدَ مركز دبي للسلع المتعددة، المنطقة الحرة الرائدة على مستوى العالم في مجال تجارة السلع والمشاريع، اليوم بمصادقة رسمية من وزارة الاقتصاد الإماراتية النسخة الثامنة من مؤتمر دبي السنوي للمعادن الثمينة تحت شعار "تعزيز النمو في القطاع العالمي للمعادن الثمينة" وبحضور حوالي 300 خبير في القطاع ناقشوا أبرز العوامل والفرص التي تُشِّكل ملامح سوق المعادن الثمينة.
يعد هذا المؤتمر الحدث الأبرز من نوعه على مستوى القطاع وأحد أكثر المؤتمرات العالمية المعنية بالمعادن الثمينة غنىً بالمعلومات والمحتوى القيم. افتتح الحدث بكلمة ألقاها غوتام ساشيتال، الرئيس التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، حيث قال: "في ظل تباطؤ النمو العالمي واستمرار الصراعات التجارية بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية الأخيرة، تعاني الأسواق اليوم من حالة عدم استقرار واسعة النطاق. ولكي نكون على قدر هذه التحديات يجب علينا التعاون معاً كقطاع واحد وأن نعتمد الابتكار نهجاً في كل ما نقوم به وأن لا نتردد في تبني التغيير وأن نتأقلم مع التغيرات ونواصل التقدم. وتنبع أهمية مؤتمر دبي للمعادن الثمينة من كونه يناقش مجموعة مهمة من المواضيع المتعلقة بأبرز أولويات القطاع وتحدياته، ويوفر منصة لبحث سبل التعاون الممكنة في سبيل تعزيز تطور القطاع ونموه".
وقد ألقى سعادة جمعة محمد الكيت، الوكيل المساعد لشؤون التجارة الخارجية بوزارة الاقتصاد، كلمة رئيسية في المؤتمر، صرح فيها قائلاً: "ما من شك بـأن قطاع الذهب والألماس والمعادن الثمينة يعتبر أحد أهم القطاعات الداعمة لجهود التنويع الاقتصادي في الدولة، ومن المتوقع أن يشهد نمواً كبيراً خلال الفترة القادمة كنتيجة لهذه الجهود. ومن المعروف أن دولة الإمارات تستأثر بحوالي 14 في المئة من إجمالي تجارة الذهب في العالم، وتواصل دبي على وجه الخصوص ترسيخ مكانتها عالمياً كوجهة رائدة لشراء المعادن الثمينة والاستثمار فيها، حيث تستأثر بنسبة 20 في المئة من المبيعات العالمية للقطاع".
وأضاف سعادته: "بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به عند تقاطع طرق التجارة بين الشرق والغرب، تعد الإمارات بوابة تجارية مهمة تربط بين الدول المنتجة ومراكز التصنيع الرئيسية وأكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم. ويلعب مركز دبي للسلع المتعددة، باعتباره مركزاً رائداً لتجارة السلع، دوراً محورياً في ترسيخ مكانة الإمارات كوجهة عالمية بارزة على خريطة تجارة المعادن الثمينة. كما يتماشى التزام المركز بتوفير بيئة متنوعة ومستقرة للتجارة والاستثمار مع جهود حكومتنا الرشيدة وتوجيهات قيادتنا الحكيمة لتعزيز تنوع الاقتصاد الوطني ودفع عجلة نموه وتطوره".
واستهل المؤتمر جدول أعماله بجلسة نقاش حول موضوع "التعدين وعودة التحوط"، حيث بحث وناقش خلالها الخبراء التوجه الحالي في قطاع المعادن من ناحية ما إذا كان من الأفضل التحوط في أعقاب ارتفاع معدلات الفائدة الاسمية على الودائع بالدولار. أدار الجلسة جيفري رودس، مؤسس ومدير استشاري بشركة رودس لاستشارات المعادن الثمينة بمركز دبي للسلع المتعددة، والذي علق قائلاً: "منذ التراجع الذي شهدته أسعار الفائدة في عام 2008، لم يعد هناك وجود لمنحنى الأسعار المستقبلية، فإذا قمت بإبرام صفقات بيع بعقود آجلة لمدة عام ستظل الأسعار كما هي مثل تلك الحالية في الأسواق، لذا لم تعد هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات تحوطية. وخلال الـ 12 – 15 شهراً الماضية، قام الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة ليستقر معدل الفائدة الاسمي حالياً عند 2.5% ارتفاعاً من الصفر، ما يعني أننا بصدد العودة لمنحنى الأسعار المستقبلي مرة أخرى. تُرى هل سيكون ذلك سبباً كافياً لجذب شركات التعدين إلى خيارات التحوّط مرة أخرى، بينما لا يزال النقاش قائماً حول هذه المسألة".
وعقب ذلك، انتقل النقاش إلى موضوع تأثير التطورات التكنولوجية على صناعة المعادن الثمينة. وقال ماثيو كين، العضو المنتدب لشركة آر جي تريدنج بمركز دبي للسلع المتعددة: "ما نلمسه الآن بفضل الحلول التكنولوجية الثورية هو انفتاح السوق أمام كافة المستثمرين، فلست بحاجة الآن إلى فتح حساب مصرفي كل ما عليك هو حيازة هاتف متحرك. لذا، بات بإمكاننا القول بكل ثقة أن الذهب أصبح الآن متوفراً للجميع والفضل يرجع إلى تطورات التكنولوجيا. ويُعد الذهب أفضل خيار استثماري في الأسواق الناشئة، لاسيّما وأننا نشهد اليوم ترحيب السوق لكافة المستثمرين حيث لم يعد مقتصراً على المصارف المركزية وشريحة المستثمرين من المؤسسات والشركات".
وركزت الجلسة التي تلتها على "نهج المصارف المركزية تجاه الذهب"، حيث طرح خلالها الخبراء أفكارهم وآراءهم حول تأثير عوامل مثل العملات والتوترات التجارية على عمليات صناعة القرار. وقال ألكسندر شينشنيكوف، نائب رئيس إدارة صياغة وتطبيق اللوائح والسياسات بوزارة المالية في جمهورية روسيا الاتحادية: "على الرغم من التحولات والتغيرات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، يبقى الذهب محافظاً على أهميته كملاذ آمن للادخار وأداة مهمة في العلاقات التجارية والنقدية بين الدول. وقد كانت القواعد الجديدة التي وضعتها لجنة بازل للرقابة المصرفية (بازل 3) ودخلت حيز التنفيذ في 29 مارس 2019، بمثابة تأكيد على هذه الأهمية المُسلَّم بها. وفي حين شهدنا ظهور العديد من الأدوات الجديدة للدفع والعملات المقابلة، فقد لاحظنا كثرة تقلبات العملات المُشفّرة وغيرها من العملات الجديدة وافتقارها لعامل الاستقرار، ما يرسخ قناعتنا بقدرة الذهب على الحفاظ على مكانته بوصفه خياراً مفضلاً للاستثمار طويل الأجل".
وتناول تشاندو سيرويا، نائب رئيس مجموعة دبي للذهب والمجوهرات، موضوع أهمية المجوهرات في المشهد الاقتصادي المتغيّر، حيث قال: "يتمثّل أبرز التحديات أمام شركات المجوهرات وتجّار الذهب اليوم في عشوائية انخفاض الطلب على السبائك وكثرة المعروض منها في السوق الدولية. ومع ذلك، يركز قطاع حالياً على ترسيخ مكانة الذهب كخيار أول عند الانفاق الترفيهي. لذا، علينا أن نتعاون جميعاً لتعزيز نموّ أعمالنا، فنجاح القطاع يشترط تضافر جهودنا معاً".
كما ناقش المشاركون موضوع "الفرص والتحديات الكامنة في المعادن البيضاء"، وصرحت رونا أوكونيل، رئيس إدارة الأبحاث لأسواق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا في شركة إنترناشيونال إف.سي ستون ليمتد، قائلة: "هناك قول مأثور وهو أن ’أحلك ساعات الليل سواداً هي التي تسبق الفجر’، وهذا ما ينطبق على سوق معدن البلاتين الذي أرى أنه يمتلك إمكانات واعدة على الرغم ما يشهده من تحديات وضغوطات راهنة. وقد لمسنا مؤخراً شيئاً من التحوّل وشعوراً بأن بيانات السوق والأخبار المتداولة أثرت على أسعار المعدن وبالتالي أعتقد أن الوقت مناسب لاغتنام فرص الشراء عند مستويات سعرية مغرية.
وقدم روس نورمان، الرئيس التنفيذي لشركة شاربس بيكسلي، توقعات مبنية على رؤية ثاقبة حول أسعار المعادن الثمينة، حيث صرح قائلاً: "تعتمد توقعات التسعير المستقبلية على معدلات الفائدة المركبة، وأتوقع أن نعود إلى أعلى مستوى في التاريخ في غضون السنوات الثلاث إلى الأربع القادمة. وعادة ما يغفل الناس تأثير الفائدة المركبة على ارتفاعات الأسعار. فمنذ فترة ليست ببعيدة، كانت الأسعار عند مستوى 254 دولاراً، ولم نكن نعتقد أبداً أنها سترتفع إلى 1300 دولار".
وحصلت الوفود المشاركة في المؤتمر على نسخة من تقرير "استبيان الفضة العالمي 2019" الصادر عن معهد الفضة والذي تم الكشف عن نتائجه أيضاً خلال المؤتمر بالتزامن مع صدوره في نيويورك. ويتضمن التقرير، الذي يُنشر سنوياً منذ عام 1990، معلومات تفصيلية عن إحصائيات العرض والطلب ضمن القطاعات الرئيسية في سوق الفضة إضافة إلى بيانات عن الأسعار وأحجام التداول.
وتبع المؤتمر إقامة حفل عشاء تسنّى خلاله للحضور فرصة التعارف ومناقشة الأفكار والآراء القيمة التي طُرحت على مدار اليوم. وتم خلال الحفل توزيع دروع تذكارية على الجهات الراعية للمؤتمر.